قيام الدولة العباسية
[size=18]قامت الدولة العباسية بعد سقوط الدولة الأموية على أثر عدة عوامل كثيرة
ولعل من أهمها ضعف الدولة الاموية في ذلك الوقت ونشوب الفتن والثورات
التي أرهقت الجيش الاموي من جهة والميزانية المالية من جهة أخرى وعموماً
فإن الحديث حول الموضوع يطول جداً ونكتفي بالإشارة إلي موقف كلا الدولتين
أتجاه القبائل العربية في ذلك الوقت ونقول ان الدولة الاموية كانت تفضل
العنصر العربي في جميع مسئوليات الدولة وتقدم وتفضل العرب على من سواهم
من المسلمين الذين هم من أروميات غير عربية ويقول الكتور السيد عبد
العزيز سالم في كتابه العصر العباسي الأول كان المضرية زمن مروان بن محمد
الدعامة التي تستند عليها الدولة الأموية وكانت الدولة العباسية على النقيض
التام من الدولة الأموية فأستغلت كره وبغض الشعوبية والموالى للعنصر العربي
واخذوا يرفعون الرايات ويكلفون الحريات فوجد الشعوبيون والموالى ضالتهم في
الدعة العباسية للإنتقام من العنصر العربي ويقول الدكتور السيد عبدالعزيز
سالم / ولم ينس الفرس رغم اعتناق معظمهم الاسلام ماضيهم الحافل بالأمجاد واعتبروا
سيرة العرب عليهم نوعاً من السيادة العنصرية التي يجب التخلص منها ويقول أيضاً
بل كان دعاة محمد بن علي بن عبدالله بن عباس جميعهم من أصول فارسية ولو نظرنا
إلى وزارة وقادة الدولة العباسية لوجدنا أكثرهم من غير العرب أمثال أبو مسلم
عبدالرحمن الخراساني كان مولى فارسى الأصل أسماعيل بن يسار النسائي الفارسي
البرامكة وآل سهل وآل طاهر بن الحسين وكلهم من الفرس علان الشعوبي الفارسي
الربيع بن يونس وزير المنصورسعيد بن حميد البختكان الكاتب وله كتاب وأسمه فضل
العجم على العرب وأفتخارها ويقول الدكتور شوقي ضيف وقلما نجد للعباسيين وزيراً
غير فارسي وهو شي طبيعي إذ كانوا هم الذين يستأثرون بشؤون الخلافة ويرقون إلي أعلى
المناصب وقد احكموا للعباسيين هذا النظام وصاغوه صياغة على قوانينه الساسانية وأول
من اتخذ العباسيون وزيراً منهم أبو سلمة الخلال حتى قضي نحبه اتخذ السفاح بعده خالد
بن برمك وكان قد جلى تحت لواء أبي مسلم في حروبه ضد بني أمية وأظهر بسالة وحنكة حربية
وهو ينحدر من أسرة كانت تقوم على سدانة معبد النوبهار البوذي في بلخ واتصلت وزارته
في عهد المنصور وناط به حكم بعض الولايات وقيادة بعض الجيوش ويقول أيضاً ونمضي إلي عصر
المأمون فنجد أسرة بني سهل الفارسية تتقلد منصب الوزارة له بدورها للتقاليد الفارسية
للحكم ويقول أيضاً أصبح للفرس من مكانة رفيعة في المجتمع العباسي كما لاننسى استفحال أمر
الترك وفي ذلك يقول الدكتور شاكر مصطفى في كتابه دولة بني العباس دخل الترك الجيش العباسي
والخلافة العباسية من باب الموالى والولاء هم بدورهم جزء من الموالى ولكنه جزء تضخم في
الناحية العسكرية حتى أبتلع الدولة نفسها ولو رجعنا إلى الخلفاء العباسيين لوجدنا أمتزاجهم
بالأروميات غير العربية فالمنصور أمة حبشية والهادي والرشيد أمهما الخيزران رومية والمأمون
أمة مراجل فارسية وكذلك أم المعتصم ماردة وكانت أم الواثق رومية وتسمى قراطيس
هكذا كانت الدولة العباسية ولكن السؤال الآن ماهو دور القبائل العربية في ذلك الوقت
